[frame="3 80"][frame="6 80"]صدام قبل الحكم - صدام في الحكم - الحياة السرية لصدام حسين 1 - 2 - 3
صدام .. الحياة السرية
عاش صدام حسين طفولة بؤس وشقاء وحرمان، ومسقط رأس الرجل الذي سيصبح واحدا من أقوى الزعماء العرب في العصر الحديث هو قرية العوجة الفقيرة الواقعة على ضفاف نهر دجلة والقريبة من مدينة تكريت, ينتمي لأسرة فقيرة، وقد تيتم في سن مبكرة وارسل ليعيش مع اقاربه الذين تكفلوا بتنشئته وتعليمه, وليس من المطلوب ان يكون المرء على معرفة متعمقة بعلم الفلسفة حتى يقدر تأثير هذه الظروف على تطور الطفل, ومثل هتلر وستالين، هذين المستبدين الطاغيين، فان صدام تغلب على مآسي طفولته ليصبح زعيم العراق الذي لا ينازع, كان الخجل من اصوله المتواضعة هو القوة الدافعة لطموحه، كما ان احساسه بعدم الامان الذي تولد لديه نتيجة طفولته غير المستقرة جعلته في وقت لاحق من حياته لا يثق باحد، حتى أقرب الناس اليه, واذا ما اخذنا بالاعتبار هذه الظروف البائسة، فان صدام يستحق الثناء لتغلبه على هذه العوامل والعوائق الاجتماعية القاهرة الى ان وصل الى قمة الهرم السياسي في العراق.
وفي هذا الكتاب «صدام - الحياة السرية» الصادر عن دار «ماكميلان للنشر» يكشف المؤلف كون كوكلان الحياة السرية لهذا الديكتاتور الذي شغل العالم في العقود الثلاثة الماضية
* دس أفعى بملابس أستاذه وهدد بقتل الناظر عندما قرر طرده من المدرسة
كانت العوجة التي تبعد ثمانية كيلومترات جنوب تكريت في شمال وسط العراق عبارة عن بيوت واكواخ من الطمي يسكنها اناس يعيشون في فقر مدقع, المياه الجارية، الكهرباء والطرق الممهدة لم تكن معروفة، ورغم انه كان هناك عدد من ملاك الاراضي في المنطقة، فان القرية نفسها كانت جرداء, ونسبة الوفيات بين الاطفال كانت مرتفعة، والبقاء على قيد الحياة كان الشغل الشاغل للكثيرين, وكان ملاك الاراضي في الهلال الخصيب التي تنتج الرز، القمح، الخضراوات، التمور والعنب، يعيشون في تكريت المجاورة او في بغداد، وكانوا يحظون بمكانة مميزة في المجتمع العراقي, وكان سكان العوجة الفقراء يعملون في فلاحة هذه الاراضي او كخدم في تكريت, ولما لم تكن هناك مدارس في العوجة، فان الآباء القادرين كانوا يرسلون ابناءهم للدراسة في تكريت.
سكان العوجة
ورغم ان معظم السكان كانوا يعملون في الاراضي، فان البعض كان يمارس انشطة محظورة مثل السرقة، القرصنة والتهريب، وكانت العوجة تشتهر بانها ملاذ لقطاع الطرق واللصوص الذين كانوا يكسبون رزقهم بالسطو على «الدوبا» القوارب الصغيرة التي كانت تنقل البضائع بين الموصل وبغداد.
رسميا ولد صدام يوم 28 ابريل سنة 1937، وحتى يضفي على هذا التاريخ مصداقية، فقد جعله سنة 1980 عطلة رسمية، وهناك من يقول انه ولد قبل ذلك بسنتين، بينما يدعي آخرون بانه من مواليد سنة 1939، وهذا يوضح ان عملية تسجيل المواليد والزواج والوفيات كانت بدائية جدا, وفي الواقع فان صدام حصل على تاريخ رسمي لمولده من صديقه وشريكه فيما بعد عبدالكريم الشيخلي الذي ينتمي الى عائلة ميسورة من بغداد، ولهذا السبب كانت لديه شهادة ميلاد رسمية، وكان صدام يغار من عبدالكريم لانه كان يعرف يوم ميلاده, ومن المقبول عموما ان صدام غير سنة مولده حتى يصور نفسه بانه أكبر من عمره اثناء صعوده في حزب البعث، وهذا يتضح من زواجه بزوجته الأولى ساجدة، وهي من مواليد عام 1937.
ورغم ان تاريخ ميلاده محل خلاف، فان المكان ثابت ومؤكد, ولد صدام في بيت يملكه خاله خير الله طلفاح، الذي كان نازي الهوى وسجن لمدة خمس سنوات بسبب تأييده للثورة ضد البريطانيين اثناء الحرب العالمية الثانية, وينتمي الى عشيرة بيجات السنية احد فخوذ قبيلة ابو النصر التي كانت مهيمنة في منطقة تكريت، وقد لعبت الولاءات القبلية دورا مهما في صعود صدام للسلطة, وبحلول الثمانينات كان هناك ستة اعضاء على الأقل في القبيلة، بمن فيهم الرئيس صدام، الذين شغلوا مناصب حكومية مهمة، وفي الثلاثينات فان القبيلة كانت معروفة بفقرها وبميلها الى العنف، وكان زعماؤها يفاخرون بتصفية اعدائهم لأتفه الاسباب, ورغم ان صدام اقام نصبا لوالدته صبحة التي توفيت عام 1982، فانه لم يفعل ذلك بالنسبة لوالده، كما انه ليس هناك اي سجل لوفاته ولا المكان الذي دفن فيه, ونتيجة لذلك فان كل الروايات تجمع على ان والده حسين المجيد، اما انه قد ترك منزل الأسرة قبل ولادة الطفل أو بعد ذلك بقليل.
من هي سهام؟
ورغم ان حياة وممات والده يكتنفها الغموض، فان له شقيقة تدعى سهام التي تكبره بسنة أو سنتين والتي كانت تبتعد عن الاضواء رغم مكانة اخيها, تزوجت من احد القضاة ورزقت بطفلين، والمرة الوحيدة التي برز اسم عائلتها الى العلن في العراق، كان ابان الحرب العراقية ــ الايرانية، عندما رفض زوجها دعوة صدام للعراقيين بالتطوع في الخدمة العسكرية، وضعت الأسرة قيد الاقامة الجبرية وتم عزل زوج سهام، لكن بعد اشهر عفا صدام عنهم واعاد زوجها الى عمله، وحقيقة ان سهام شقيقة صدام، وعلى عكس كل اقاربه المقربين، لم تحظ ابدا بمكانة مرموقة في العراق، فان ذلك يثير اسئلة حول ما اذا كانت سهام تمت بصلة مباشرة الى صدام.
أما بالنسبة لمصير والده، فان أكثر ما يمكن ان يقال، اما انه قد توفي بعد فترة قصيرة من ولادة سهام، أو انه ترك منزل العائلة, ويقول بعض من عاصروا صدام في تكريت بان حسين المجيد هجر صبحة الى امرأة اخرى، وعاش معها لسنوات عدة بعد ولادة صدام، رغم ان العلاقة بين الجانبين من العائلة كانت مسمومة.
[/frame][/frame]
صدام .. الحياة السرية
عاش صدام حسين طفولة بؤس وشقاء وحرمان، ومسقط رأس الرجل الذي سيصبح واحدا من أقوى الزعماء العرب في العصر الحديث هو قرية العوجة الفقيرة الواقعة على ضفاف نهر دجلة والقريبة من مدينة تكريت, ينتمي لأسرة فقيرة، وقد تيتم في سن مبكرة وارسل ليعيش مع اقاربه الذين تكفلوا بتنشئته وتعليمه, وليس من المطلوب ان يكون المرء على معرفة متعمقة بعلم الفلسفة حتى يقدر تأثير هذه الظروف على تطور الطفل, ومثل هتلر وستالين، هذين المستبدين الطاغيين، فان صدام تغلب على مآسي طفولته ليصبح زعيم العراق الذي لا ينازع, كان الخجل من اصوله المتواضعة هو القوة الدافعة لطموحه، كما ان احساسه بعدم الامان الذي تولد لديه نتيجة طفولته غير المستقرة جعلته في وقت لاحق من حياته لا يثق باحد، حتى أقرب الناس اليه, واذا ما اخذنا بالاعتبار هذه الظروف البائسة، فان صدام يستحق الثناء لتغلبه على هذه العوامل والعوائق الاجتماعية القاهرة الى ان وصل الى قمة الهرم السياسي في العراق.
وفي هذا الكتاب «صدام - الحياة السرية» الصادر عن دار «ماكميلان للنشر» يكشف المؤلف كون كوكلان الحياة السرية لهذا الديكتاتور الذي شغل العالم في العقود الثلاثة الماضية
* دس أفعى بملابس أستاذه وهدد بقتل الناظر عندما قرر طرده من المدرسة
كانت العوجة التي تبعد ثمانية كيلومترات جنوب تكريت في شمال وسط العراق عبارة عن بيوت واكواخ من الطمي يسكنها اناس يعيشون في فقر مدقع, المياه الجارية، الكهرباء والطرق الممهدة لم تكن معروفة، ورغم انه كان هناك عدد من ملاك الاراضي في المنطقة، فان القرية نفسها كانت جرداء, ونسبة الوفيات بين الاطفال كانت مرتفعة، والبقاء على قيد الحياة كان الشغل الشاغل للكثيرين, وكان ملاك الاراضي في الهلال الخصيب التي تنتج الرز، القمح، الخضراوات، التمور والعنب، يعيشون في تكريت المجاورة او في بغداد، وكانوا يحظون بمكانة مميزة في المجتمع العراقي, وكان سكان العوجة الفقراء يعملون في فلاحة هذه الاراضي او كخدم في تكريت, ولما لم تكن هناك مدارس في العوجة، فان الآباء القادرين كانوا يرسلون ابناءهم للدراسة في تكريت.
سكان العوجة
ورغم ان معظم السكان كانوا يعملون في الاراضي، فان البعض كان يمارس انشطة محظورة مثل السرقة، القرصنة والتهريب، وكانت العوجة تشتهر بانها ملاذ لقطاع الطرق واللصوص الذين كانوا يكسبون رزقهم بالسطو على «الدوبا» القوارب الصغيرة التي كانت تنقل البضائع بين الموصل وبغداد.
رسميا ولد صدام يوم 28 ابريل سنة 1937، وحتى يضفي على هذا التاريخ مصداقية، فقد جعله سنة 1980 عطلة رسمية، وهناك من يقول انه ولد قبل ذلك بسنتين، بينما يدعي آخرون بانه من مواليد سنة 1939، وهذا يوضح ان عملية تسجيل المواليد والزواج والوفيات كانت بدائية جدا, وفي الواقع فان صدام حصل على تاريخ رسمي لمولده من صديقه وشريكه فيما بعد عبدالكريم الشيخلي الذي ينتمي الى عائلة ميسورة من بغداد، ولهذا السبب كانت لديه شهادة ميلاد رسمية، وكان صدام يغار من عبدالكريم لانه كان يعرف يوم ميلاده, ومن المقبول عموما ان صدام غير سنة مولده حتى يصور نفسه بانه أكبر من عمره اثناء صعوده في حزب البعث، وهذا يتضح من زواجه بزوجته الأولى ساجدة، وهي من مواليد عام 1937.
ورغم ان تاريخ ميلاده محل خلاف، فان المكان ثابت ومؤكد, ولد صدام في بيت يملكه خاله خير الله طلفاح، الذي كان نازي الهوى وسجن لمدة خمس سنوات بسبب تأييده للثورة ضد البريطانيين اثناء الحرب العالمية الثانية, وينتمي الى عشيرة بيجات السنية احد فخوذ قبيلة ابو النصر التي كانت مهيمنة في منطقة تكريت، وقد لعبت الولاءات القبلية دورا مهما في صعود صدام للسلطة, وبحلول الثمانينات كان هناك ستة اعضاء على الأقل في القبيلة، بمن فيهم الرئيس صدام، الذين شغلوا مناصب حكومية مهمة، وفي الثلاثينات فان القبيلة كانت معروفة بفقرها وبميلها الى العنف، وكان زعماؤها يفاخرون بتصفية اعدائهم لأتفه الاسباب, ورغم ان صدام اقام نصبا لوالدته صبحة التي توفيت عام 1982، فانه لم يفعل ذلك بالنسبة لوالده، كما انه ليس هناك اي سجل لوفاته ولا المكان الذي دفن فيه, ونتيجة لذلك فان كل الروايات تجمع على ان والده حسين المجيد، اما انه قد ترك منزل الأسرة قبل ولادة الطفل أو بعد ذلك بقليل.
من هي سهام؟
ورغم ان حياة وممات والده يكتنفها الغموض، فان له شقيقة تدعى سهام التي تكبره بسنة أو سنتين والتي كانت تبتعد عن الاضواء رغم مكانة اخيها, تزوجت من احد القضاة ورزقت بطفلين، والمرة الوحيدة التي برز اسم عائلتها الى العلن في العراق، كان ابان الحرب العراقية ــ الايرانية، عندما رفض زوجها دعوة صدام للعراقيين بالتطوع في الخدمة العسكرية، وضعت الأسرة قيد الاقامة الجبرية وتم عزل زوج سهام، لكن بعد اشهر عفا صدام عنهم واعاد زوجها الى عمله، وحقيقة ان سهام شقيقة صدام، وعلى عكس كل اقاربه المقربين، لم تحظ ابدا بمكانة مرموقة في العراق، فان ذلك يثير اسئلة حول ما اذا كانت سهام تمت بصلة مباشرة الى صدام.
أما بالنسبة لمصير والده، فان أكثر ما يمكن ان يقال، اما انه قد توفي بعد فترة قصيرة من ولادة سهام، أو انه ترك منزل العائلة, ويقول بعض من عاصروا صدام في تكريت بان حسين المجيد هجر صبحة الى امرأة اخرى، وعاش معها لسنوات عدة بعد ولادة صدام، رغم ان العلاقة بين الجانبين من العائلة كانت مسمومة.
[/frame][/frame]